top of page

التحليل الحيوي الميكانيكي للجري كتشخيص وعلاج لإصابات الرياضيين

تاريخ التحديث: 31 يوليو 2020

مقال للدكتور / أحمد طلحة حسام الدين

نسمع كثيرا عن أهمية الميكانيكا الحيوية وعلوم الحركة الرياضية واستخداماتها المتعددة في التدريب والـتأهيل الرياضي، ويدرك المتخصصيين ومدربي النخبة كيفية استغلال المعلومات التي يتيحها التحليل الحركي للأداء المهاري في تحقيق أهداف قد تبدوا في بعض الأحيان غير قابلة للتحقيق.


وقد يرغب البعض في فهم أكثر عمقا لما توفرة معلومات التحليل الحركي من تشخيص واستنتاجات وحلول علاجية وتأهيلية، لهذا فسوف نستعرض معاً نموذجاً عملياً لأحد تطبيقات الميكانيكا الحيوية في مجال التأهيل الرياضي التخصصي.


ففي دراسة حالة لميكانيكية الجري لدي أحد عدائي النخبة والتي كانت تستعد لبطولة العالم في الماراثون وتعاني من ألم في الركبة عند الجري فقط..


في الصورة الأولى: نستطيع تفسير المتغيرات الميكانيكية التي تسبب هذا الألم، الإفراط في اتساع الخطوة مع ركبة شبة مفرودة ومتصلبة وإفراط في هبوط وضربات الكعب. تخيل القفز من صندوق بارتفاع 50 سم والهبوط على القدمين مع الركبتين مفرودتين (تخيل حجم الألم). إن هذا الكثير من قوة رد فعل الأرض التي تمر في أجزاء ومناطق خاطئة من الجسم.

ورياضة الجري ليست من الرياضات القاسية، ولكن عندما نضع في الاعتبار أننا نتخذ حوالي 1000 خطوة لكل 1,6 كم، فإن هذا الحمل التراكمي يعتبر أكثر من قاسي. وخلال الجري النموذجي يجب أن تكون قيم انثناء الركبة الطبيعية عند مرحلة التلامس الأولي هي 15-20 درجة. وفي أقصي ثني للركبة (المرحلة الوسطي) من الجري، ويجب أن يكون ميل الجذع 8-10 درجات من أجل مفصل فخذ أكثر قدرة علي الحركة (الوضع العالمي لتنشيط عضلات الأليتين).


في الصورة الثانية: وبعد التدريبات العلاجية والتصحيحية للأداء المهاري لهذه الحالة نجد أن جذعها أكثر ميلاً إلى الأمام قليلاً مع تغيير موضع مركز الثقل حتى تتمكن من تقليل طول خطوتها وتقليل قوى رد الفعل الأرضي التي تمر عبر مفاصل أصغر مثل الكاحل.



في كثير من الأحيان، يمكنك تقليل ضرب الكعب المفرط والإفراط في اتساع الخطوة عن طريق زيادة إيقاع الخطوات (إذا كان الشخص لديه إيقاع منخفض جدًا). وضرب الكعب الزائد ليس أمرًا سيئًا ولكن ضرب الكعب الزائد + الإفراط في اتساع الخطوة يزيد من خطر الإصابة.


من المثير للاهتمام، أن هذه الحالة لديها معدل إيقاع خطوات مرتفع للغاية يبلغ حوالي 180-190 خطوة / دقيقة، ولذلك للتخلص من عادة الضرب المفرط للكعب، فقد تم التدريب على الهبوط على منتصف القدم. فمن خلال توجيه أصابع قدميها إلى أسفل قليلاً، ضاعفت ثني ركبتها وأصبح لديها هبوط أكثر نعومة وفعالية.


تحقق من انخفاض الطاقة الممتصة في الركبة من الصورة 1 إلى 2. حيث تستخدم الحالة مفصل الفخذ أكثر وتخفف الحمل على ركبتيها!


Comments


bottom of page